مجالات وتخصصات علم الاثار
2- مجالات علم الآثار وميادينه: يدرس علم الآثار البقايا والمخلفات المادية للإنسان ، من هياكل عظمية وعمائر وصناعات على اختلاف انواعها، وفظلا عن ذلك فهو يهتم ايضا بدراسة المحيط الذي كان يعيش فيه الانسان، وما يرتبط به من ظواهر طبيعية، كالزلازل والبراكين والفيضانات والمناخ والتضاريس، باعتبارها لها تأثير مباشر في حياة الانسان واستقراره، ومن ثم من الضروري دراستها، ونفس الشيئ بالنسبة للثروة النباتية والحيوانية التي الفها الانسان واستأنسها، ومن ثم لا يمكن حصر مجال علم الآثار في دراسة البقايا الصناعية والفنية والعظمية للانسان، بل لابد من توسيع افقه ليشمل الانسان ومخلفاته والبيئة التي عاش فيها، ليتعرف في الاخير ومن كل ذلك على مختلف جوانب حضارته الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية...
ومن ناحية اخرى، فان المجال التاريخي لعلم الآثار لايمكن حصره بفترة زمنية محدودة، كما كان سائدا، اذ حسب بعض الآراء يبدأ مجال علم الآثار من بداية ظهور الانسان وصناعته اول اداة الى غاية القرن18م، لكن في الحقيقة لا يمكن تحديده بفترة معينة، لأن الحياة متواصلة، وكلما استمرت توسع مجال البحث الاثري، حتى اذا اردنا ان نعرف الأثر فان معظم القوانين والشرائع لا تحدد فترة زمنية معينة ينبغي ان يجتازها الأثر ليصبح اثرا، وانما هو كل ما خلفه الإنسان وله قيمة تاريخية وسياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وفنية.
3- فروع واختصاصات علم الآثار:
يقسم علم الآثار عادة الى مجموعة من الفروع والاقسام، وهي تختلف من منطقة الى اخرى، حسب الفترات التاريخية والحضارات التي عرفتها، وفي الغالب لا نجد مجالا للآثار الاسلامية في الدول التي لم تشملها الحضارة الاسلامية، كما ان الاثار الاغريقية والرومانية تعد فرعا قائما بذاته بالنسبة لمناطق، وفي مصر ايضا تعتبر الاثار الفرعونية فرعا بينما في الجزائر هناك فروع معتمدة وتدرس على اساس انها تخصصات مستقلة عن بعضها البعض، نذكرها فيما يلي:
أ- آثار ما قبل التاريخ: وهو يهتم بدراسة الآثار العائدة الى بداية ظهور الانسان والى ظهور الكتابة.
ب- الآثار القديمة: في هذا الفرع يتم دراسة آثار الحضارات القديمة بداية من الحضارة الفرعونية، بلاد الرافدين والحضارة الاغريقية ثم الرومانية والساسانية، بالاضافة الى باقي الحضارات الصغيرة في مختلف انحاء العالم.
ج- الآثار الاسلامية: يدرس هذا الاختصاص مختلف الاثار التي خلفها المسلمون، منذ ظهور الاسلام الى غاية نهاية الخلافة الاسلامية العثمانية، واحيانا تقسم هذه الاثار الى فترتين فترة العصر الوسيط وفترة العصر الحديث، ويقابل هذا في اوربا العصر الوسيط ثم عصر النهضة او العصر الحديث.
كما نظيف الى الفروع السابقة آثار فجر التاريخ: وهي المرحلة التي تفصل بين ما قبل التاريخ والفترات التاريخية والتي فيها بدأت تظهر البوادر الأولى للكتابة، وان كانت هذه الآثار تدرس ضمن ما قبل التاريخ، ونظيف ايضا آثار ما تحت الماء: L’Archéologie Sous Marine وهي من الفروع والاختصاصات الحديثة، وهي تهتم بالاثار الغارقة في البحار والمحيطات والتي تحت الماء بصفة عامة.