تطبيقات لغوية
Topic outline
-
المحاضرة الأولى :
المحاضرة الأولى : التطبيقات اللّغوية
مفهومها
1) مفهوم التطبيقات اللّغوية : يعتبر التطبيق مرتبط ارتباطا شديد بالعملية التعليمية وبكل عناصرها من المعلم إلى المتعلم مرورا بالموضوع، وتطبيق يمثل جانب الممارسة في العملية التعليمية، وله أهمية كبيرة في العملية التعليمية، باعتباره وسيلة لترسيخ الأفكار والمعلومات والنظريات العلمية، وهو مبني على التكرار وابن خلدون يرى أن "اللّغات كلها ملكات شبيهة بالصناعة ...والملكات لا تحصل إلا بالتكرار للأفعال، لأن الفعل يقع أولاً وتعود منه لذات الصفة، ثم تتكرر فتكون حالا ومعنى الحال أنها صفة غير راسخة، ثم يزيد التكرار فتكون ملكه أي صفة راسخة".
ولهذا المصطلح "التطبيق" معاني عدة ودلالات كثيرة تلتقي وتفترق في الآن الواحد من حيث المعنى والدلالة .
فهو يعني من الناحية :
اللغوية : التطبيق، اسم وجمعه تطبيقات، مصدر لـ "طبّق" ونقول حاول "تطبيق القاعدة"
أي تجربتها، نقلها إلى مجال التنفيذ .
ومن ناحية أخرى :
الاصطلاحية : فهو يعني إجراء تعليمي يهدف لتحفيز التعلّم من التجارب، وكما يقال عند المتخصصين في اللّسانيات أن التطبيق"هو استعمال التمثلات المجرّدة، وتوظيفها في حالات خاصة وجديدة" .
* ويمكن القول أنّ التطبيق هو نشاط تعليمي، وتعلّمي يتحقق من خلاله المتعلم من إمكانية نقل تمثلاته المعرفية (المفاهيم، أفكار القواعد، نظريات) من مستوى التنظير والتجديد إلى مستوى الفعل والإنجاز .
وتعلم اللّغة وتعليمها يتم عن طريق التطبيق كإجراء ناجع وهذا نجده من اهتمامات علم النفس التربوي، بحيث يلح على أن تعلّم اللّغة يتم وفق مبادئها المعروفة (التكرار، التدريب، الترسيخ، التعزيز).
إذن فالممارسة التعليمية المبنية على التطبيق ضرورية في العملية التعليمية وهي من الطرائق التعليمية الحديثة بحيث لها أهمية كبيرة والتمرين أو التطبيق يعتبر "مرتكز بيداغوجي من حيث أنه يسمح للمتعلّم بامتلاك القدرة الكافية للممارسة الفعلية للحدث اللّغوي" .
التمرين اصطلاحا : نوع من الأنشطة التعليمية المتكررة التي تهدف إلى تنمية وتثبيت مهارة معينة أو أحد الجوانب المعرفية .
وهذا يعتبر تعريف له من ناحية والبعد التربوي، أما ما هو حاضر في تعليم اللّغات وتلقينها، فهو "كل نشاط منظم قائم على منهجية محددة تهدف إلى استيعاب المتعلّم، واستعماله الوظيفي للعناصر اللّغوية التي شرحت له من قبل، أي في مرحلة العرض" .
نعتبر التمرين اللّغوي من أهم السبل والطرق التي تعتمد في التطبيق والتمرّن على المعارف المكتسبة لغويًا في التعليم، وهو تغيير في الأداء أو السلوك ويتم عن طريق الممارسة والتمرّن والتكرار، وهنا يوظف المتعلم قدراته ومكتسباته، ومعارفه المدروسة توظيفا سليما، ومن هنا تقاس المردودية التعليمية، وهو تقليد تعليمي راسخ في كل المستويات التعليمية ومرتكز لا يمكن الاستغناء عنه -
المحاضرة الثانية :
المحاضرة الثانية : أهمية التطبيق اللّغوي وأهدافه
ونظير المهمة التعليمية الجليلة للتطبيق اللّغوي في الترسيخ وتثبيت للمعارف والمكتسبات، يلقى أهمية كبيرة بين المختصين والمتعلمين والمعلّمين وتتجلى هذه الأهمية في مظاهر كثيرة .
أهمية التمرين أو التطبيق اللّغوي : تعد نظريات التعّلم مبدئيا التكرار والتدرب، فيهما تترسخ المعرفة باللّغة، ويتمكن المتعلم من توظيفهما في سلوكياته اللّغوية، بكل ثقة توظيفا سليمًا، وهذا من منطلق أهمية التمرين والتطبيق، كونه وسيلة رئيسية في تحقيق هذين المبدأين، لذا وجدنا علماء النفس التربويين يجعلون له مكانة بارزة في تصنيفاتهم المعرفية، وتتجلى أهمية المعارف والمكتسبات من خلال توظيفها وممارستها كتطبيقات وتمارين حتى تترسخ .
تتجسد القواعد النظرية المختلفة، والأبعاد اللّغوية والأهداف المخطط لها من خلال الأهداف التعليمية المرسومة والمراد تحقيقها .
وهذه التمارين والتطبيقات هي محل اهتمام عند المختصين، لذلك يخصص في حصص الدرس حيّز زمني هام وجهد من طرف المعلّم والمتعلّمين، بحيث يجب أن تمارس دورياً مع التنويع فيها والالتزام بانجازها من طرف المتعلّمين، وتصحيحها من طرف المتعلّمين حتى يكتسب المتعلّم مهارات لغوية ونحوية وصرفية وإملائية، تمكنه من ممارسة وكتابة اللغة بمهارة ويؤكد عبد الرحمن الحاج صالح في أحد أقواله على أهمية التطبيق والتمرين اللّغوي فيقول: "ويقتضي التصور السليم لماهية اللّغة أن تكون الأعمال الترسيخية هي أهم الأعمال الاكتسابية" .
* أهداف التطبيق والتمرين اللّغوي :
يعتبر التمرين والتطبيق اللّغوي وسيلة تعليمية، مهمة وملّحة يستحضرها المعلّم والمتعلّم في مخطط العملية التعليمية وذلك لتحقيق أهداف كثيرة ومتعددة ومهمة منها :
- تدريب المتعلّمين على الاستعمال الّلغوي استعمالاً صحيحاً، استماعاً وتحدثاً وقراءةً وكتابةً .
- الوصول بهم إلى تكوين عادات لغوية صحيحة، تحل محل العادات المظهرية وإكسابهم القدرة على السلامة من فاحش اللّحن .
- زيادة خبرتهم اللّغوية من حيث الألفاظ والجمل والمعاني والأخيلة وإكسابهم القدرة على السلامة من فاحش اللّحن .
- تعليمهم بعض قواعد النحو البسيطة بطريقة عرضية، دون التعرّض للقاعدة النحوية وإكسابهم مهارة تطبيقها .
- إكسابهم آليات الكلام مع مراعاة آليات الإدراك للعناصر اللّغوية وفهم مدلولاتها .
- إكسابهم القدرة على إدراك مضمون المقروء لفظاً ومعنى من جهة، والقدرة على التعبير الشفوي والكتابي من جهة أخرى .
-
المحاضرة االثالثة:
المحاضرة الثالثة: التطبيقات اللّغوية أنواعها وإعدادها
تمهيد:
يعتبر التطبيق إجراء وآلية تدريبية يتم من خلالها التمرّن على معارف ومعلومات من أجل ترسيخها بهدف تتمة قدرات المعلّم وتحقيق الخبرة لديه، وتثبيت هذه المعارف وترسيخها ويعتبر التطبيق تقليد من تقاليد العملية التعليمية وآلية ناجحة ومعتمدة لتحقيق مردودية في العملية التعليمية التعلّمية .
أنواع التمرينات اللّغوية: (التطبيقات) تتعدد وتتنوع الأنواع بحسب الأهداف المراد تحقيقها ومن بين وأهم هذه الأنواع نجد:
التمارين التحليلية التركيبية: وهي التي ارتبطت طويلا بترسيخ القاعدة أو القانون اللّغوي نذكر منها:
1) تمرين التكرار: يعتمد على محاكاة نماذج وتكرارها قصد تثبيتها وتستعمل في مجال اللّغة لمساعدة المتعلّم على التذكر وترسيخ المعارف والمفاهيم .
2) تمرين ملأ الفراغات: هو إجراء يقوم على وضع المتعلّم أمام نص أو جمل تتخللها فراغات ثمّ يطلب ملؤها .
3) تمرين التركيب: تمرين لغوي يطالب فيه المتعلّم بتركيب جمل معينة حسب الدرس .
4) تمرين التدريب: هو تمرين يقدم على الإعادة والتكرار قصد إكساب واكتساب مهارات معينة ومحاولة ترسيخها .
5) تمرين التعرف: نوع من الأسئلة ذات التصحيح الموضوعي، التي تتطلب من المتعلم إجابات قصيرة ومحدّدة .
6) تمرين الملاحظة: تمرين يعتمد على جهاز التلفزة المدرسية ويتطلب من التلميذ تسجيل ما لاحظه في برنامج معيّن وإعداد تقرير كتابي .
7) تمرين إعادة البناء: يهتم أساسا بالجانب الدلالي والمعنوي أكثر من اللفظي وذلك مثل الأسئلة التي تطرح وتكون متعددة الاختيارات .
* التمارين البنائية: تعتمد على المقاربات الوصفية والتصنيفية في تدريس اللّغات وتنطلق من مبدأ تمهيد المتعلّم على استعمال اللّغة وفق تقنيات وآليات محدّدة .
* التمارين التواصلية: وهي التي تقوم على التدريب على الوضعيات المختلفة لإنتاج اللّغة وفق وضعيات تواصلية مختلفة .
* إعداد التطبيقات اللغوية: كما قلت سابقًا تترابط التطبيقات بالعملية التعليمية ارتباطا وثيقا وكذلك بخاصة وثقى بالتقويم على مستوى الحالة التعليمية، ولذلك ينبغي في بنائها إتباع آليات وإجراءات محددة، تتناسب مع قدرات المتعلمين، إذن يعتبر إعداد سؤال مرتبط بمخطط معين من طرف المعلّم حسب متطلبات المتعلّم وفق مبادئ محكمة وأهم المبادئ والمعايير التي تراعي في بناء السؤال هي:
- تحديد الهدف الذي يراد تحصيله من هذا التطبيق وفق صياغة جيّدة ومفهومة لاستهداف هدف معيّن .
- إحكام طريقة التطبيق: من حيث مراعاة الصفة أو الفوج التعليمي أو المستوى التعليمي، والكمّ المدرّس من المواد وكذلك طريقة الصياغة .
- ينبغي التنويع في الدروس المتناولة حتى يكون التطبيق مسهل من ناحية الدلالة جيّدا أو حتّى المعرفية وجامعاً لعدّة معارف .
- التدرج: أي الانتقال بالمتعلّم من السّهل اليسير إلى الصّعب المطول وكذلك التدرج من العام إلى الخاص وفق تنويع في المفردات اللّغوية التي تم اعتمادها في الدرس .
إذن تعتبر طريقة بناء أسئلة التطبيقات من أهم الوسائل التقويمية التقيــيمية للمتعلّمين وإظهار المردودية العلمية التعليمية والتربوية ويعتبر احترام والتقيّد بهذه المعايير من أهم الأسس ومعايير نجاح العملية التقيــيمية التقويمية في العملية التربوية .
-
المحاضرة الرابعة :
التطبيقات اللغوية في اكتساب الملكة اللغوية
مفهوم المَلَكَة:
يرى ابن خلدون أن اللغات جميعها ملكات شبيهة بالصناعة، أي أن اللغة تُتعلم كما تُتعلم صناعة ما، والملكة عنده هي مهارة ثابتة تكتسب عن طريق التعلم، سواء تعلق الأمر باللغة أو بغيرها من الصنائع، وقد عرفها بأنها صفة راسخة يكتسبها الإنسان عن طريق التعلم، وتَحدث هذه الملكة عن والملكات لا تحصل إلا بتكرار الأفعال، لأن الفعل يقع أولاً وتعود منه للذات صفة، ثم » : طريق التكرار والممارسة، قال ابن خلدون يشرح معنى الملكة
تتكرر فتكون حالاً، ومعنى الحال أنها صفة غير راسخة، ثم يزيد التكرار فتكون ملكة أي صفة راسخة
فالملكة اللغوية هي صناعة لمهارات متعددة تنتج حدقة عند المتعلم
*طرق اكتساب ملكة اللغة العربية:
يعدد ابن خلدون طرق اكتساب ملكة اللغة وهي:
أ -كثرة الحفظ وجودة المحفوظ:
جعلَ ابن خلدون القرآن الكريم والحديث الشريف من أول ما ينبغي أن يحفظ ابتغاء هذه الملكة، ثم يأتي بعد ذلك كلام السلف عامة، ثم كلام
فحول العرب. والملكة التي تنشأ عن حفظ الكلام الفصيح هي نفسها التي تنشأ عن سماع الكلام الفصيح، فإذا كانت وسيلة السماع الطبيعية غير متاحة
في الوسط اللغوي بعد فساد اللسان العربي بالعجمة فإنابن خلدون يحث على خلق سماع اصطناعي. ولنوعية المحفوظ وكميته أثر في امتلاك اللغة، إذ
كلما كان المحفوظ جيداً كثيراً كانت الملكة أجود، ونبه ابن خلدون مرة أخرى إلى أن على قدر المحفوظ كماً وكيفاً تأتي الملكة.
ب -الفهم:
إن الحفظ وحده لا يكفي لامتلاك اللغة العربية، بل لا بد من أمر مهم، هو الفهم، إذ الفهم هو الذي يمكن الحافظَ من استثمار محفوظه؛ إذ لا يمكن أن
يتصرف المتكلم في محفوظه إذا لم يفهمه.
ج -الاستعمال:
هناك أمر ثالث لا بد منه لاكتساب ملكة اللغة العربية الفصحى، وهو الاستعمال، ومعناه أن يستخدم المتعلم ما حفظ وفهم في أساليبه، ومن طبيعة
الحال ليس المقصود هنا أن يستظهر ما حفظ، بل أن ينسج كلاماً على منوال ما حفظ وما فهم -
-