يُعَدّ تاريخ الفكر الاقتصادي من المقاييس التي تشرح كيف تطوّر التفكير الاقتصادي عبر العصور. ففي المجتمعات القديمة، كان الاقتصاد مرتبطًا بالدين والفلسفة كما عند الإغريق، حيث ناقش أفلاطون وأرسطو قضايا العدالة والتبادل. ثم في العصور الوسطى، سيطر الفكر الديني على الاقتصاد، وظهر علماء مسلمون مثل ابن خلدون الذي تحدث عن العمل والعمران.

في العصر الحديث، ظهر المذهب التجاري الذي اعتبر أن ثروة الدولة تأتي من تكديس الذهب والفضة. بعده ظهرت المدرسة الطبيعية في فرنسا التي اعتبرت الزراعة مصدر الثروة ودعت إلى الحرية الاقتصادية. ثم جاءت المدرسة الكلاسيكية في بريطانيا، التي أسسها آدم سميث، ودافعت عن السوق الحر ودور العرض والطلب.

لاحقًا، ظهرت المدرسة الاشتراكية التي انتقدت الرأسمالية ودعت إلى العدالة الاجتماعية. ثم جاءت المدرسة الحديثة التي اهتمت بتحليل سلوك الأفراد، وبعدها المدرسة الكينزية التي دعت إلى تدخل الدولة لإنعاش الاقتصاد، خاصة بعد أزمة 1929. وأخيرًا، ظهرت المدرسة النقدية التي ركزت على دور النقود ورفضت تدخل الدولة، بقيادة ميلتون فريدمان.